عبق الجنة عضو شرف
الجنس : عدد المساهمات : 665
| موضوع: الشيخ محمود شاكر الإثنين يناير 18, 2010 3:29 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شخصيات إسلامية
الشيخ/ محمـود شاكـر
منــذ أسابيع قليلة رحلرائد من رواد تحقيق التراث العربى الإسلامى .. أمضى حياته فى رحلة علمية طويلةوعطاء فياض لخدمة الإسلام والدفاع عن أصوله ومبادئه والوقوف أمام تيارات الحداثةوالتغريب والرد على أذناب التنوير المزعوم .. رحل عنا الشيخ محمود شاكر وودع سجنالدنيا وانتقل الى جوار ربه تاركاً نموذجاً طيباً وقدوة حسنة وفكراً إسلامياًمستنيراً . ولد الشيخ محمود محمد شاكر عام فى الإسكندرية ورحل عن عمر يناهز الـ عاماً وكان أبوه جندياً من جنود الدعوة والإرشاد فانتقل الى القاهرة وظل يعمل لفتره كبيرة كوكيل للجامع الأزهر . التحق الشيخ محمود شاكر بالجامعة المصرية عام وعمره آنذاك عاماً وبدأ جهاده الفكرى مبكراً وهو لا يزال فى السنوات الأولى بكليةا لآداب حتى أعلن اعتراضه ورفضه لأفكار أستاذه طه حسين التخريبية والتى تحاول النيل من التراث العربى الإسلامى فوجه الدكتور طه حسين انتقادات عديدة وخاصة حين أعلن أن الشعر العربى موضوع ومنحول كله . وبدأ شيخنا يكتب سلسلة من المقالات النارية فى مجلة الرسالة تحت عنوان نمط صعب وذلك فى مواجهة صريحة معلنة مع هؤلاء التخريبيين الذين يريدون هدم الكيان الحضارى العربى والإسلامى والتشكيك فى أصول اللغة العربية وبرغم هذا العطاء المبكر يقول الشيخ محمود شاكر عن الفترة الأولى من حياته م قضيت عشر سنوات من حياتى فى حيرة زائغة ، وضلالة مضيئة ، وشكوك ممزقة، حتى خفت على نفسى الهلاك ، وأن أخسر دنياى وآخرتى ، محققا إثما يقذف بى فى عذاب الله بما جنيت ، فكان كل همى يومئذ أن ألتمس بصيصا أحتذى به إلى مخرج ينجينى من قبر هذه الظلمات المطبقة على من كل جانب . فمنذ السابعة عشر من عمرى عام الى أن بلغت السابعة والعشرين عام كنت منغمسا فى غمار حياة أدبية بدأت أحس إحساسا مبهما متصاعدا بأنها حياة فاسدة من كل جانب ويواصل شيخنا الحديث عن نفسه قائلا لم أجد لنفسى خلاصاً إلا أن أرفض متخوفا حذرا شيئا فشيئا أكثر المناهج الأدبية والسياسية والاجتماعية والدينية والتى كانت يومئذ تطغى كالسيل الجارف يهدم السدود ، وبقوض كل قائم فى نفسى ، وفى طريقى ، ويومئذ طويت كل نفسى على عزيمة ماضية أن أبدأ وحيداً متفردا رحلة طويلة جدا ، وبعيدة جدا ، وشاقة ومثيرة جدا .. بدأت بإعادة قراءة الشعر العربى كله ، أو ما وقع تحت يدى منه على الأصح ، واكتسبت بعض القدرات بلغة الشعر ويفن الشعر ، ثم تدرجت وقرأت ما يقع تحت يدى من كتب أسلافنا من تفسير لكتاب الله ، إلى علوم القرآن الكريم مع اختلافها الى دواوين من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وشروحها ، إلى ما تفرع عليه من كتب علماء الحديث وكتب الجرح والتعديل إلى كتب أصول الفقه وأصول الدين ،وشئت بعد ذلك من أبواب العلم . وسافر شيخنا الى السعودية فتره من الزمن وانشأ هناك مدرسة جدة الابتدائية على المبادئ والقيم الإسلامية التى لا تتبدل ولا تتغير وحين عاد الى مصر طالب طه حسين بان يكون الشيخ أحد أعضاءه وذلك بعد عشرين عاما أو ما يقرب من الخصومة . ومع بداية الستينات بدأ معركة فكرية أخرى مع الكاتب العلمانى لويس عوض î والذى أعلن أن الصفحات الرائعة من التراث العربى يرجع الفضل فيها لليونانيين ، واللاتينيين ، ثم راح يشكك فى شعر المغربى ، وجذوره الثقافية كأنه يريد أن يسير على نفس الدرب الذى سار عليه طه حسين وكافة التغريبيين?.
جرأتـه فىالحـق
وواجه شيخنا هذه الإدعاءات وفندأكاذيبها فى مجلد أسماه أباطيل وأسمار î استخدم فيه منهجاً علمياً متميزاً فى البحثوالدراسة ومن أشهر ما كتبه الشيخ أيضا كتابه القيم المتنبى ومن أشهر ما حققه تفسيرالطبرى î وفى السابعة والخمسين من عمره وبالتحديد فى عام اعتقل شيخنا ظلماًوعدواناً واحتمل ظلمة وغياهب المعتقلات ورفض أن يعتذر عن تمسكه بدينه وعن ذنب هومنه براء . وفى عام أو بعد خروجه من السجن انتخب مراسلاً لمجمع اللغة العربية فى دمشق وكرمته الدولة بجائزتها التقديرية عام وانتخب عضوا بمجمع اللغة العربيةعام وفى نفس العام استحق بجدارة جائزة الملك فيصل العالمية وفى منتصف الثمانينات واصل جولاته الفكرية الناجحة وانتقد بشده أفكار نجيب محفوظ وزكى نجيب محمود ووصفهما بأنهمامثل طه حسين وتوفيق الحكيم مقلدون للغرب وليسوا مبتكرين إنهم يقدمون نفس الرؤى التى ينادون بها ولهذا فهم يسيرون فى طريق الخطأ وقال عنهم إن شيئاً مفيداً لمجتمعهم ولا لقضايا مجتمعهم ، ولو كانوا يسيرون فى طريق صحيح لكان لهم شأن آخر صحيح أنهم مجتهدون ولهم مجهود دائم ،ولكنها ضئيلة ، وباهتة فعندما أنظر الى الوجود الحقيقى لطه حسين أو توفيق الحكيم أو إحسان عبد القدوس ، ونجيب محفوظ أراه وجودا ليس مفيدا لقضايا مجتمعهم أو مشاكل وطننا î . ولعل جرأة شيخنا فى الحق وفى الصدع به كانت سببا فى تجاهل الأجهزة الإعلامية له ولمنهجة الفكرى إلى أن رحل عن دنيا الزيف إلى مستقر ررحمة الله التى وسعت كل شئ .?
محمود شاكر فيسطور
ولد الشيخ محمود شاكر فى مدينةالإسكندرية عام ثم انتقل فى السنة نفسها إلى القاهرة بعد انتقال والده إليها وكيلاللجامع الأزهر ،بعد تلقى تعليمه الأساسى التحق بالجامعة المصرية عام ولكن نشب خلافبينه والدكتور طه حسين فترك الجامعةوسافر الى المملكة العربيه السعودية وانشأ مدرسةجدة الإبتدائية وعمل مديرا لها بعض الوقت. انتخب عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية فى دمشق عام وعضوا عاملا بمجمع اللغة العربية عام وعـضــوا بـمـجمع الخالــديـن عــام . حصل عى جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام . حصل على امتياز مجلة العصورî فى عام وصدر منها عددان ثم توقفت . له ما يزيد على مقالة موزعة بين الدوريات المصرية القديمة والحديثة والدوريات العربية . من أشهر مؤلفاته المتنبىî و أباطيل وأسمار î. له من الأبناء فهر وزلفى. وتوفى بمصر نهاية الأسبوع الأول مــن شهر ربيـع الآخـر هـ . حصل على جائزة الملك فيصل العالمية عام عن كتابه المتنبى î الذى يقع فى مجلدين من القطع الكبير صفحة وقد أنجز هذا الكتاب سنه ثم أعاد تحقيقه وتنقيحه وتزويده بوثائق جديدة عام .. وبذلك يعد المصرى الرابع الذى يحصل على هـــذه الـجــائــــزة. عظيم الناس من يبكى العظاما ويندبهم ولو كانوا عظاما
الشيـخالشعــراوى " يبكيه " بعد رحيلـه
المحقق والمفكرالإسلامىالكبير محمود شاكر فى رحاب الله العظماء فى التاريخ قليل .. ومن يحذو حذوهم أيضاً محمود شاكر كالحبة التى ينبت الله بها سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة . فند مزاعم أستاذه طه حسين فى كتابه الشعر الجاهلى î وهو ما زال طالباً . تصدى فى كتابه أباطيل وأسمار î لمحاولات لويس عوض تغريب الأمة . له آثار جليلة فى تحقيق التراث من تفسير وحديث وشعر ونثر . تبحث الأمم عن آثار عظمائها فى وفى أزماتها .. وفى أزمة التراث الإسلامى يجب أن نبحث عن آثار هذا العظيم الذى رحل عنا قريبا محمود محمد شاكر . كما يكون الخير فى حياة العظماء يكون الخير فى موتهم أيضا . ذلك لأن حياتهم عطاء كبير . ولأن موتهم تنبيه إلى من بعدهم ليحملوا الرسالة ويواصلوا المسيرة . وكما أن العظماء فى التاريخ قليل ، فإن من يحذو حذوهم قليل أيضاً ، وتلك حكمة الله فى البشر ، فالله سبحانه وتعالى يصلح أمة بصلاح فرد .. وهكذا كان الأنبياء الذين بلغوا رسالات الله إلى البشر ، لأن البشر عجزوا عن القضاء على آفات البشر بأدوية البشر .فكان لابد أن تتدخل السماء لحسم هذا الداء وحتى لا يتأبى بشر على من خلق البشر . إن من هؤلاء العظماء القليلين الأستاذ الشيخ محمود شاكر إمام المحققين للتراث الإسلامى فى العصر الحديث . لقد نبه هذا الرجل بحياته أمته إلي النظر فى تاريخ أعلامه والأخذ من هذا التاريخ سيرة وعلما ، ونبه أمته بموته إلى أن عليها مسئولية المواصلة على الطريق ، والسير على الدرب والأمل فى الله سبحانه قائم أن من مأثوراتنا الإسلامية ان الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يحدد لهذه الأمة أمور دينها ، ويبعث النهضة التى غفلت عن جذورها فى علم الآباء والأجداد ليظل منهج السماء واضحا من كل لبس وهاديا لكل الحاد
معركته مع طـهحسـين
إن الذين حركتهم وفاة هذا الرجللبيان رسالته إلى العامة قليل من الكتاب ولكن عملهم كان جليل الشأن لأنهم من النخبة، والنخبة دائما عددهم قليل ، لكن أثرهم كبير وخطير ، فهم مثل الحبة التى ينبت بهاسبع سنابل فى كل سنبلة مائه حبة.. ولقد كان هذا الرجل حبة مباركة . ملأ صوته الدنيا ، وهو لا يزال شابا لم يبلغ العشرين وكان إذ ذاك فى سن الاستعداد العلمى حيث كان طالبا فى السنة الثانية من كلية الآداب .. فتى فى أول شبابه الجسمى ، ولكن عقله كان قد اكتمل بالمعرفة والنضوج إلى الحد الذى نازل فيه أستاذه الدكتور طه حسين ومهما تكن النيه التى توافرت لدى هذا الأستاذ وهو مصدر كتابه الشعر الجاهلى î فإن موضوع الكتاب كان خطيرا للغاية . لقد كان يدعى أن الشعر الجاهلى لا أساس له وهو غير حقيقى لأنه منتحل فى عصر الإسلام وهو بهذا ينفى عن الأمة العربية كتاب حياتها فالشعر ديوان العرب . وبالتالى فهو ينفى النموذج الذى تحداه القرآن الكريم وبهذا يسقط عن القرآن إعجازه ، بالإضافة الى التداعيات الأخري لهذا الكلام . والكتاب يموج بمفتريات متعددة على قصص الأنبياء ، وتاريخ الأمم السابقة على الإسلام . ولقد لقى هذا الكتاب تأييداً واسعا باسم الحرية التى يجب أن تتوافر للأدباء والكتاب والفنانين ولكنه وجد معارضة أوسع لأن الحرية يجب أن تكون للبناء وليس للهدم ، وأن تكون حركتها داخل إطار يوجهها إلى الخير وليس إلى الشر . ولقد وقف الأزهر الشريف عند هذا الكتاب وقفة تريد الإصلاح وترفض الإفساد . وهيئة مثل الأزهر الشريف حين تقف هذه الوقفة إنما تستعين بإعلامها وعلمائها الكبار الذين لهم فى العلم قدم ثابته ورسوخ عتيد . لكن أن يقف شاب فى السنة الثانية من كلية الآداب ضد أستاذه فى قضية كهذه ، فإن هذا يشد الانتباه جدا ، لقد فند مزاعم أستاذه الذى حاد عن الطريق تفنيدا قويا واضحا ورد عليه ما قال كان الدكتور طه حسين وقتها ملء السمع والبصر . عاد من باريس بعد أن حاز أرقى الشهادات وجاء ليردد ما سمعه وتلقاه فى الخارج عن تراثنا العربى والإسلامى ودخل اليه بحيلة ماكرة ، جازت على الكثيرين وضاعت حقائق كثيرة فى رخامة صوته وحسن إلقاء ما يقول فى أسماع الناس وأهل الحقيقة الذين لا تنطلى عليهم هذه الحيل قليلون ولكن كان منهم هذا الشاب الفتى فى كلية الأداب ، ولأنه كان من أهل الحقيقة فقد وجد أن وجوده فى الجامعة لن يؤدى إلى الغرض الذى يهدف اليه .. فإذا كان هذا هو حال أستاذه الذى جاء إلى الجامعة ليتلقى عنه فالبقاء فيها عبث وأى عبث ، وهجر الجامعة ليتعلم من كتب التراث التى تملأ جدران بيوت قومه وهى كثيرة وكانت حصيلته وفيرة . ومع لويس عوض أيضاً اذا كانت هذه هى معركتة الأولى نازل فيها رجلا قوى الشكيمة واسع الحيلة ،فإنه مع جهود الآخرين اضطره إلى التراجع عما قال وغير فى كتابه الشعر الجاهلى ماكان موضع المؤاخذة لكنه أبقى فيه سموماً أخرى أزرت بالكتاب من أن يقتنيه الناس وجعلت المطابع تعزف عن طبعه ونشره . لكن آثار التغريب لا تزال قائمة بين من يسمون أنفسهم بالمثقفين وما هم بالمثقفين فترى بين الحين والحين كلاما يكتب عن حرية الكاتب ونرى الحديث عن كتاب الشعر الجاهلى î مدسوسا في هذا الكلام وسياسة التغريب لا تكف عن المحاولات حتى إننا رأينا منذ عامين تقريبا مجلة تصدرها الدولة وتنفق عليها من أموالها ،ولكن يرأس تحريرها أحد هؤلاء الذى يسمون أنفسم بالمثقفين الداعين إلى حرية الكلمة الخارجة على النظام رأينا هذه المجلة تنشر النص الأول لكتاب الشعر الجاهلى î الذى رجع عنه مؤلفها وأدخل فيه تعديلات . سياسة التغريب هذه هى التى دعت المحقق العظيم محمود شاكر إلى الدخول فى معركة أخرى ضد الدكتور لويس عوض حينما زعم أن فكر أبى العلا المعرى وفلسفته ليست أصيلة عنده ، وإنما هى مأخوذة عن فكر أجنبى ومعنى هذا أن العبقرية العربية ليست عبقرية خلاقة وإنما هى عبقرية تابعة وناقلة وكثيرة هى الإدعاءات ضد العربية والإسلام التى جاءت فى كتابات الدكتور لويس عوض . وكنا نحب له أن يكون صادقا مع الواقع ومع التاريخ لكنها مدرسة تغريب أمتنا وإبعادها عن ثروتها الحقيقية وهذا عداء للإسلام أولا وقبل كل شئ يحتاج إلى الذين يدفعونه . ولقد كان محمود شاكر جديرا بهذا الدفع فتصدى لمقولات الدكتور لويس عوض وأجهضها تماما ، وهو ما اعترف به الدكتور لويس عوض نفسه عندما جمع مقالاته التى كتبها عن المعرى فى كتاب ،وقال إنه لولا شدة الاستاذ محمود شاكر فى مناقشته لأفاد من علمه وتحقيقة كثيراً . ومن هنا إن الدكتور لويس عوض يعيب وسيلة محمود شاكر ولا يعيب علمه ولا تحقيقه . وهذا اعتراف حمدناه فى حينه للدكتور لويس عوض ونحمده له بعد سنوات من وفاته لكننا نحمد أكثر وأكثر صنيع الأستاذ المحقق العظيم محمود شاكر îفى مقالاته التى كتبها في مناقشة الدكتور لويس عوض وجمعها فى كتاب باسم أباطيل وأسمار î كشف فيه قضيه التغريب والأخذ عن المستشرقين وهو كتاب تعليمى للمثقفين بالمعنى العام الذين يريدون أن يعرفوا موقف الفكر العربى الإسلامى من قضية التغريب وخطورة الأخذ من المستشرقين .
تحقيقالتـراث
وقضية محمود شاكر لم تكن فقطالتصدى للدكتور طه حسين ولا للدكتور لويس عوض إانما كانت العودة بتحقيق التراث إلىأصوله ومنابعه الأولى التى قام عليها العلماء المسلمون ، منذ الصدر الأول للإسلامهذا التحقيق الذى ظل ممتدا حتى عصرنا الحاضر قام عليه شيوخ أعلام من أبرزهم الشيخمحمود شاكر ولقد كانت فطنته أنه اتبع الأولين وأحيا طرائقهم . وأن قضية جمع القرآن فى عهد أبى بكر الصديق رضى الله عنه هى أولى الدرجات فى علم تحقيق التراث الإسلامى ومع أنها أولى الدرجات فإنها كانت وافية تماما للتأكد من صحة النص وصحة نسبه إلى الذي نزل عليه القرآن . وجمع الحديث وتحقيقه جاء من كونه المصدر الثانى للتشريع وأنه شارح للقرأن ومفصل لمجمله إلى غير ذلك مما يعرفه الناس عن مكانة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن . إن المدرسة الإسلامية جاءت فى تحقيق الحديث بعلم غير مسبوق فى تحقيق تراث الأمم . ولم يلحق به لاحق حتى الآن ولا المستشرقون الذين يزعمون أنهم أصحاب فضل فى تحقيق التراث الإسلامى . إن علماء الحديث بذلوا جهودا جبارة فى مراجعة ما جمعوا من حديث للتأكد من صحة نسبها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقسموا الأحاديث الصحيحة إلى درجات كثيرة فى صحتها ، فمنها المتواتر ،ومنها الآحاد ، ومنها الصحيح لنفسه ، ومنها الصحيح لغيره ومنها الحسن ، وغير ذلك مما يمكن الرجوع إليه فى هذا العلم العظيم الذى يجب أن يسود حياتنا الثقافية وأن نجد لقواعده أثرا فى تحقيقاتنا للتراث الإسلامى وهو الأمر الذى احتذاه محمود شاكر فى تحقيقه للتراث سواء فى مناقشات للمتغربين والمارقين من المعرفة الاستشراقية ومن هنا تأتى أهمية الرجل ولفت الأنظار اليه فى حياته وما كان من أثر وفاته فى تنبيه العقول إلى تراث الأمة وتحقيق علماءها له بأنفسهم بعد أن يتعلموا هذا الفن الجليل ويستكملوا أسبابه من علم بلغة القرآن وفى القرآن والحديث والتاريخ الإسلامى وما تركه لنا الأجداد من مخطوطات بعضها بين أيدينا وبعضها سرقه الاستعمار الاستشراقى من خزانات كتبنا . وإن محمود شاكر له آثار جليلة فى تحقيق التراث من تفسير وحديث وشعر ونثر . إن آثار محمود شاكر تجعل من شخصيته علما قائما بذاته يا حبذا لو حفظنا هذا العلم وعملنا به وجعلنا من ذلك الرجل أسوة حتى لا يتخاذل حق أمام ضوضاء باطل .
| |
|