حوار بين الشاعر والأقصى
الشاعر
مسجدَ الأقصى، سلاماً عشتَ يا رمزَ الإباءْ
عشت شمساً للمعالِي دُمتَ نبعاً للرجاءْ
كمْ تحدّيتَ الأعادِيْ في رداءِ الكبرياءْ
لم تدنِّسْكَ الدَّنايا مِن فِعالِ الأغبياءْ
كم عدوٍّ ذاقَ ويلاً منكَ في ذاكَ الفضاءْ
عشتَ موفورَ الكرامـــــة يا مُصَلـــَّى الأنبـــــــــــــياءْ
الأقصى
إيهِ ما أبهاهُ شِعراً رائعاً حُلْوَ النشيدْ
إيهِ ما أغلاه عندي غير أنّي لا أريدْ!
إنه يبدُوْ كلاماً ليسَ يُبْدي أو يُعيدْ
هل تَرى يشفِيْ جراحاً أثخنتْنِي مِن يهودْ
إنني أبغي فِعَالاً من قلوبٍ كالحديدْ
أين مِن عينِيْ رجالٌ؟ أينَ هارونُ الرشيدْ؟
الشاعر
صاحِ خفِّفْ عنكَ حُزْناً أَلْقِ آلام السّنينْ
شِعْرُنا أمْضَى سِلاحاً في نُحور الغاصبينْ
كم رأينا الشِّعرَ يُعْلِي أنفُساً في الخامدينْ
يُلْهِبُ الأشواقَ دَوماً، يُظْهرُ الحقَّ المبينْ
لو صحيحاً ليس يُجدِيْ ما ترى في المسلمينْ
مثلَ "حسَّانٍ" و "كعبٍ" حين رَدُّوا الكافرينْ
الأقصى
يا رفيقَ الدّربِ عُذراً إنْ بَدَا منّي الجفاءْ
إنّما قد كنتُ أشكُوْ وحدَتي وسْطَ البلاءْ
كم ليالٍ بتُّ أبني في قصورٍ مِن رجاءْ
كلّما شيّدتُ قصراً باتَ يهوِي للفناءْ
كان حُلْمِي أنْ أراكُمْ قوةً تمحُوْ الشّقاءْ
أو يفكَّ اللهُ أسرِي بالرّجالِ الأوفياءْ
الشاعر
مسجدَ الأقصَى رُوَيْدَكْ شِعْرُنا نبضُ الحياهْ
مِن شُعاعِ الشِّعرِ تَمضِي فكرةٌ تطوِي الفلاهْ
تُسْعدُ القلبَ المُعَنَّى يصطلِي مِنها الطُّغاهْ
لستَ فرداً يا رفِيقِيْ جرحُك الدّامِيْ نَراهْ
كلُّنا للجُرحِ نأسَى كلُّنا ندعُوْ الإلهْ
أنْ يفُكَّ الآنَ أسرَكْ بالصّناديدِ الأُباهْ