من مفاسد البدع وأضرارها:
وهي كثيرة ومتعددة وبعضها شر من بعض، فمنها:
1- أن البدع تغير الدين وتبدله، والدين قد أكمله الله وأتمه،
كما قال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]
فالمستحسن للبدع يلزمه أن يكون الشرع عنده لم يكمل إلا بزيادته؟!!
2- البدع تفرق المسلمين، وتجعلهم جماعات متناحرة،
وربما متقاتلة، كما قال ربنا سبحانه: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم:
32].
وقال:
{وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153].
والمخرج الاعتصام بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
3- البدع تضعف الأخذ بالسنن والعبادات المشروعة،
كما قال بعض السلف: "ما ابتدع قوم بدعة إلا نزع عنهم من السنة
مثلها".
ولأن الانسان له طاقة وجهد ووقت، فإذا أنفقها في البدع والمحدثات، لم
يبق له وقت للعمل بالدين والسنن.
4 - إن احتجر التوبة عنه حتى يتوب من بدعته، كما صح في الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب - .
والمبتدع يظن أنه على الحق وغيره على الباطل، كما قال تعالى:{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ
بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف:
103-104].
ولذا يصر على بدعته ولا يتوب منها!
5 - يخشى عليه الفتنة والعذاب، كما قال تعالى:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ
يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ} [النور: 63].
6- اسوداد وجهه في الآخرة، كما في قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}
[آل عمران: 106].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدعة".
7 - يلقى عليه الذل في الدنيا والغضب من الله تعالى، كما قال سبحانه: {إِنَّ
الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف:
152].
قال الشاطبي: "قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف:
152]
فهو عموم فيهم وفيمن أشبههم، من حيث كانت البدع كلها افتراء على الله". الاعتصام
(1/166).
8 - أن على صاحبها إثم من عمل بها إلى يوم القيامة، قال
تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ}
[النحل: 25].
وللأسف الشديد: أن البدع والأفكار البدعية المنحرفة تجد في هذه الأيام من يروِّج
لها في وسائل الإعلام المختلفة، بل ربما امتلكوها بالكامل!!
وقد تسلطت على المسلمين بنشر وبث ما يضرهم –غالبًا- وترك ما فيه
منفعتهم وصلاحهم من الدين القويم والسنن المأثورة.