بسم الله الرحمن
الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين
اللهم بك نستعيذ وبك نستعين وعليك نتوكل .
أنت المبدي وأنت
المعيد اللهم بك نستعيذ من شر أعمالنا ونستعين على طاعتك وعليك نتوكل في كل أمرنا
وعلى الله فليتوكل المتوكلون.
منذ ولادتي لم
أعرف عن عقيدتي إلا الغلو في محبة آل البيت فكنا بهم نستعين وكنا بهم نحلف وكنا بهم
نلوذ عند المصائب. فقد تشربت أنا وأختاي هذه العقيدة منذ نعومة
أظفارنا..
فنحن من أهل بيت شيعي
الأصل..
لم نكن نعرف عن مذهب أهل السنة والجماعة إلا
أنهم من ناصب لآل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم العداء
..
فهم من أغتصب الخلافة عن أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب رضي الله
وهم من قتل الحسين
..
ولقد أصل هذا الاعتقاد عندنا أيام" التحاريم" أي
أيام العزاء لأهل البيت " وما يقوله الشيخ في الحسينية " وأشرطة العزاء التي كانت
تغص بها أدراجي.
لم أكن أعرف عن أمور عقيدتهم شيء بل كل ما أعرفه
أنهم منافقون أراود النيل من آل البيت الأطهار !!
فهذه الأسباب كانت كفيلة بكره
أصحاب هذا المذهب
"مذهب أهل السنة والجماعة".
نعم كرهتم بقدر ما أحبت
الأئمة .كرهتم بقدر ما يزعم الشيعة أنها مظلوميات
أول الصدمــــات
ففي المدرسة وأنا في
المرحلة الابتدائية , كنت أستمع إلى شرح المعلمة في مادة التوحيد وكانت تتحدث عن
الشرك وأن دعاء غير الله هو شرك بالله .
وقالت :مثل أن يدعو الشخص يا
فلان أغثني يا فلان ساعدني .
فقلت لها: نحن نقول يا علي هل هو شرك فلاحظت سكوت
المعلمة لحظة...........
وكانت مدرستي كل الطالبات
وأغلب المعلمات على مذهب الشيعة , ثم تكلمت المعلمة بصوت واثق : نعم شرك ثم بادرتني
بسؤال أليس الدعاء عبادة ؟!.
قلت: لا
أعلم
ثم قالت: أنظري ماذا قال الله عن
الدعاء:
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ)
(غافر:60)
ألم يبين الله تعالى في هذه الآيات أن الدعاء عبادة وقد توعد من ترك
وتكبر عن هذه العبادة بالنار ؟؟
فبعد هذه
الكلمات من المعلمة أحسست بأن هناك خلل ما!!
أحسست
بإحباط!!
أحسست بأحاسيس كثيرة لا أعرف كيف
أصفها!!
تمنيت في هذه اللحظة أني لم أسأل هذه المعلمة
..
نظرت إليها ثانية رأيتها كالجبل الشامخ
..
انتظرت وقت عودتي إلى البيت بفارغ الصبر لعلي أجد
عند والداي حل لما أشكل لي ؟؟!!
فبعد أن عدت إلى المنزل
بعد انتهاء هذا اليوم الدراسي سألت والدي عن ما قالته هذه المعلمة
!!
فرد علي والدي بأن هذه المعلمة ناصبيه
تكره الإمام..
وأننا لا نعبد أمير المؤمنين فنحن
لا نقول عنه أنه هو الله حتى تتهمنا بأننا نشرك بالله ...
في الحقيقة لم يقنعني كلام والدي فالمعلمة تحتج علينا بقول الله
..
حاول والدي أن يبين لي خطأ المذهب السني حتى زاد كرهي لهم واقتناعي
ببطلان مذهبهم !!
فسرت على مذهبي " مذهب الشيعة " حتى التحقت أختي الصغرى بالعمل
في وزارة الصحة ..
ندع
الآن المجال لأختي لتكمل الحديث
**************
بعد دخولي
في مجال العمل تعرفت على إحدى الزميلات من أهل السنة والجماعة ..
كانت ملتزمة
ذات خلق عالي محبوبة لدى الجميع من سنة وشيعة كنت أحبها حب كبير جداً وكنت أتمنى أن
تكون شيعية المذهب .
فكنت أتحرى أن يكون وقت دوامي موافق لوقت دوامها لفرط حبي
لها وكنت كثيرا ما أحادثها هاتفياً بعد انتهاء فترة الدوام .
وحتى أن أمي
وأخواني كانوا يعلمون مدى تعلقي بها.
حتى أني لم أخبر أهلي عن عقيدتها بل قلت
لهم أنها شيعية حتى لا يعكروا علي علاقتي بها .
بداية هدايتي:
كنت في هذا اليوم أنا وهذه
الزميلة في " شفت " سألتها:
لماذا هناك سنة وشيعة ولماذا
هذه الفرقة ؟؟
فردت علي بهدوء يا أختي واعذريني على ما سوف
أقوله:
أنتم من فارق الدين!!
أنتم من فارق القرآن!!
أنتم من فارق
التوحيد !!
كانت كلماتها صواعق تخرق قلبي وعقلي أنا
كنت أقل من أخواتي تفقهاً في مذهبنا..
قالت لي : هل تعلمين أن
علماؤكم يعتقدون أن القرآن محرف يعتقدون أن كل شيء بيد الإمام يشركون بالله
و............و............و........
عددت أمور تمنيتها سكتت لم أصدق ذلك
!!!!!
فعند قرب انتهاء الدوام أخرجت هذه
الزميلة من حقيبتها أوراق قالت هذا بحث كتبه أخوها وهو عن حرمة دعاء غير الله
فأخذته وفي طريقي إلى البيت أخذت أتحسس هذه الأوراق وأنا أتفكر في ما قالته هذه
الزميلة .
دخلت المنزل وأغلقت علي غرفتي أخذت أقرأ هذا
الموضوع نعم شدني تفكرت فيه كثيراً ...
في اليوم التالي
أهدتني هذه الأخت كتاب أسمه " لله ثم للتاريخ "
أشهدكم
الله كم صدمني ما بهذا الكتاب !!
هل هذا ديننا يا شيعة
؟؟!!
هل هذه عقيدتنا ؟؟!!
زاد تقرب هذه الأخت لي بينت لي حقائق كثيرة..
بينت لي أن أهل السنة يحبون أمير المؤمنين وأهل البيت
...
نعم تحولت إلى مذهب أهل السنة من دون أن يعلم
أحد من أهلي .
كانت دائمة الاتصال بي .
تعرفت هذه الزميلة على أختي
الكبرى من كثرة ما كانت تتصل علي .
ندع لأختي المجال لتكمل
الحديث
**************
تعرفت على هذه الإنسانة
الحبيبة والله يا إخوتي إني أحببتها من كثرة ماكانت أختي تحدثني عنها فعندما سمعت
صوتها وكلامها زاد حبي لها ..
بداية
هدايتي:
كانت في هذا اليوم أنظف
المنزل وكانت أختي في عملها وجت مذكرة مصورة مكتوب
عليها
لله ثم لتاريخ ..
فتحت هذه المذكرة وبدأت
أقرأ فيها والله أني لم أستطع أن أكمل بضعة ورقات حتى أصابني إنهيار ولم أستطع أن
أكمل تنظيف البيت تخيلوا يا إخوان في لحظة تهدم عقيدة زرعت فيني لأكثر من عشرين
سنة
تحريت عودة أختي من عملها سألتها: ماهذا الكتاب ؟
قالت: أعطتني إياه إحدى
المريضات في المستشفي
فقلت لها :هل قرأته ؟
قالت: نعم قرأته
وأعتقد أن مذهبنا على خطأ .
قالت: وأنت؟
قلت: بضع صفحات.
ردت علي: ما رأيك
فيه؟
قلت : أعتقد أنه كذب ولو كان ما يحتويه حقيقة إذا نحن في ظلال
مبين..
ثم قلت: لها لماذا لا نسأل عنه الشيخ الفلاني عن ما يحتويه الكتاب
؟
قالت : نعم القول..
أرسلت
الكتاب لهذا الشيخ الشيعي عن طريق أخي الصغير ليسأل هذا الشيخ هل ما يحتويه الكتاب
حق؟ أم أنه افتراء وبهتان؟
ذهب أخي إلى هذا
الشيخ ليعطيه الكتاب ..
سأل الشيخ أخي: من أين لك
هذا الكتاب؟؟
قال أعطته إحدى المريضات
لأختي..
قال له دعني أقرأه فأخذه الشيخ وأنا أمني نفسي أن يقول هذا الشيخ أن
هذا الكتاب هو كذب على الشيعة وافتراء ولا كن هيهات إن الباطل كان زهوقا انتظرت رد
هذا الشيخ مدة عشرة أيام لعلي أجد عنده ما يطيب خاطري .
في مدة هذه العشرة
أيام
حصلت تطورات كثيرة لي ألا وهي :
أصبحت زميلة
أختي تكلمني فترات طويلة جداً على الهاتف حتى أنها تناست أن تطلب أختي أو تكلمها
أثناء تلك الفترة تكلمنا في شتى المواضيع .
سألتني في إحدى
المرات:
هل أنت مقتنعة في ما نعمله نحن الشيعة في هذه الأثناء كنت أحسب أنها
شيعية وهي كانت تعلم ذلك ..
قلت : أعتقد أننا على الحق ..
ردت علي : ما رأيك
بالكتاب الذي وجته عند أختك سكت لحظه .
وقلت لها: إني أعطيته أحد الشيوخ ليبن لي
ما هي حقيقته..
قالت: لا أعتقد أنه سيفيدك لقد قرأته قبلك مرارا وبحثت عن صحة ما
يحمل فوجدت مابه حقيقة مُرة .
وتأكدت أن ما نعتقده وندين به
باطل.
تحدثنا وتحدثنا وجل حديثها كان عن التوحيد وعبادة الله واعتقادات الشيعة
الخاطئة..
كانت كل يوم ترسل مع أختي وهي قادمة من العمل بضع أوراق عن عقائد الشيعة
.
أصبحت في تلك الفترة في حيرة..
تذكرت قول
معلمتي الذي أحسست أني نسيته بعد هذه المدة أرسلت أخي إلى الشيخ ليطلب منه الكتاب
ويرد على ما فيه والله يا إخوة وانأ أحلف على ذلك أصبح هذا الشيخ يتهرب عن لقاء أخي
الذي كان فيما مضي دائماً يطلبه أصبح أخي يتصل عليه ولاكن أهل هذا الشيخ يقولون أنه
غير موجود وعندما يقابله في الحوزة "في الحسينية " يسأله عن الكتاب يقول له بعدين
ظل هذا الوضع مدة شهرين.
في هذه الأثناء كانت
محادثاتي مع زميلة أختي في زيادة بينت لي في أثناءها أنها من أهل السنة والجماعة
.
قالت: لي بالله عليك أخبريني ماذا تنقمين على أهل السنة
والجماعة؟؟
قلت لها: بعد تردد كرههم لأهل البيت ..
قالت لي: يا أختاه بل أهل
السنة يحبونهم..
وطال الحديث وهي تبين حب أهل السنة لآل بيت
النبوة
بعكس الرافضة الذين يبغضون بعض أهل البيت كزوجات النبي صلى الله عليه
وآله وصحبة وسلم ..
نعم عرفت عقيدة أهل السنة والجماعة أحببت هذه
العقيدة الفطرية الصافية البعيدة عن الغلو ..
البعيدة عن الشرك
..
البعيدة عن الكذب ..
اتضحت لي الحقائق . أصبحت في
حيرة هل أترك ديني ودين آبائي وأجدادي وأهلي وأقاربي ؟؟
أم هل أترك الدين الصافي ورضا الله والجنة؟؟
نعم اخترت الخيار الثاني أعلنتها نعم أنا من أهل السنة والجماعة
.
اتصلت على هذه الأخت الحبيبة قلت لها لقد ولدت من
جديد اليوم
" أنا سنية "
أنا من أهل السنة والجماعة ..
كبرت
هذه الأخت وهي على السماعة نعم أنسابت الدموع من عيني في هذه اللحظات
..
.نعم دموع تغسل ماخلفته عقيدة الشيعة من شرك وبدع
وخرافات.
نعم وبعد اهتدائنا بفترة قليلة اهتدت أختنا
الصغرى وإحدى صديقاتي بفضل الله ومنته..