نحن بقايا الزمان .. على خرائط البشر

نحن أسرى دونما وطن

أسرى دونما .. ثمن

منسيون .. أموات على خرائط الزمن

أحياء.. أموات.. دونما كفن

نحن بقايا النسيان .. في ذاكرة الوطن

كل قائد يغمض عنا عيناه ويقبض الثمن

نحن بقايا الزمان على خرائط البشر

نحن عرايا المكان .. يسمى السجن

يرسلوننا من مفاوض لمفاوض

من بائع لبائع..

من متخاذل لمتخاذل..

من خائن لخائن

من هالك .. لهالك

من شائن.. لشائن

من ذليل ..لذليل

نركض وراء السراب .. من مؤتمر لمؤتمر

ما زلنا أسرى خلف قلاع الذل والهوان..

صباحاتنا مصبوغة بالخضوع

قهوتنا مصنوعة من الدموع

طعامنا.. شرابنا العطش والجوع

أحلامنا .. أبنائنا .. أعمارنا فريسة الضياع والنسيان

وقادتنا ما زالوا يغضون الطرف ويقبضون الثمن

إذا علا يوما صراخنا .. وأرادوا إسكاتنا

قالوا:

ما لكم سوى الله ثم الصبر

وعليكم يا أبطالنا بدفع الثمن

ففلسطين أجمل حورية في التاريخ ولا يوازي مهرها أي ثمن

وهم ما زالوا يقبضون الثمن

إذا ما وقف قادتنا إمام عدسات التلفزة

قالوا بشموخ العاجزين:

لنا أرصدة مجمدة في بنوك الزمن

لنا أبطال في الأسر..

لنا فرسان ذو بطولات

والدليل : أنهم مازالوا يدفعون الثمن

وإذا ما قدموا فروض الطاعة لبوش وألمرت

تنكروا منا .. فلا احد منهم يعرفنا

كأننا أولاد بقايا الزمن

مبلغهم من الدنيا .. بسط حمراء وعرش زائف

ها هم ..

يمشون فوق دمنا .. فوق أعمارنا .. فوق أحلامنا تذبحنا خطاهم

نحو بيع ما تبقى من فلسطين

ما زالت أكفاننا سجادهم الأحمر على الدرب الطويل لكي يسيروا

لكن ..

حتما .. ستحرق يوما ما أكفاننا أقدامنا الخائرة

وستطفئ رياح الانتقام شموعهم المرتعشة

فمهما حاول الصوت من حولنا أن ينتحل مفردات اللغات

ومهما حاولت ألسنتهم أسر حروف الكلمات

ستبقى أياديهم ملطخة بأعمارنا النازفة خلف الجدران والكبولات

سنبقى نشعل النيران في رماد مذبح النسيان والخيانة ..

لكي تعود لفلسطين الراية

بدمائنا .. بأعمارنا .. بأحلامنا المصلوبة على مذبح السنين

خلف جدران القيد اللعين

نحن أسرى .. دونما وطن .. دونما ثمن

وجوهنا معفرة بحناء الشهور والسنين

تسكوها ملامح الفصول الضائعة..

تتساقط من عيوننا الأحلام والأجفان

أحلامنا .. أملا لنا تقاوم ريح المسافات الهرمة

وسطوة الليل ونوم النهار .. وطول قنوت الفجر المرتحل في ثوب

الصقيع في بؤبؤ العيون

والقادة .. ما زالوا

يعتلون صهوة خيول أحلامنا الممرغة في ملح الأوجاع والأسقام

ليرتقوا المزيد من المناصب والرتب

ويقبضوا المزيد من الثمن ..

ونحن ما زلنا أسرى

صباحاتنا.. مساءاتنا.. ما زالت مصبوغة بالذل والهوان

ومسرحية الخيانة.. ما زالت في غيها سادرة

وحولنا عواصف الذل .. هادرة

وفي المخيمات الفقيرة

في القرى النائية البعيدة

أمهاتنا.. وحولهن أولادنا

يبحثون عن : شيخ قبيلة يكفلنا

جمعية ولو مشبوهة تعيلنا

عن خيمة تستر عوراتنا

يبحثون عن .. كسرة خبز تسكت جوعنا

وعن وطن ..

في مواسم حصاد العرب والعجم ..

ما زالت تحيط بحيرة الجفاف بشعبنا

في مواسم القحط.. والحصار

ما زال أطفالنا

الريح والجوع يحصدون

والأعراب من حولنا

من التخمة يموتون

ومن الكروش المنتفخة يهلكون

لكن ..

وحدها تبقى فلسطين تحنو على أبنائها

وحدها تفرش أهدابها

للعرايا .. للحزانا طريقا وغطاء

وما زال على درب الخيانة القادة سائرون

وما زلنا

نحن الأسرى

نفتش في المعاجم العربية

عن وطن .. عن كرامة

وقادة الشعب والأمة ما زالوا يقبضون الثمن

وأطفالنا بدون خيمة .. بدون سكن

ونحن ما زلنا بلا كفن .. فإلى متى يا تجار الوطن

إلى متى .. إلى متى ؟!

أخي فدا الاسلام ...
و الله ان الكلمات ألجمت لساني
فلم أعلم ما اقول لعله يفي هذه الكلمات حقها ...

شكرا لك

بارك الله فيكِ أختي ...

أعلم والله أن الكلمات تعجز أحياناً ...

مشكورة على مرورك الجميل ...

الله يرضى عنك

» كلمة لا تقال إلا لصفوة البشر