النص الكامل لقصيدة " بانت سعاد "
لكعب بن زهير
1- بانت سُـعادُ فقلبي اليـومَ متـبولُ مُتَيَّــمٌ إثْرَهــا لم يُفدَ مكـبولُ
2- وما سُعادُ غَـداةَ البينِ إذْ رحـلوا إلا أغَنُّ غضيضُ الطرفِ مكحولُ
3- هيفـاءُ مُقبِلةً ، عجـزاءُ مُدْبِـرةً لا يُشتَكَى قِصَرٌ منهـا ولا طُـولُ
4- تجلو عوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسمت كأنَّــهُ مُنهَـلٌ بالـراحِ معلـولُ
5- شُجَّت بذي شَـبَمٍ من مـاءِ مَحْنِيَةٍ صافٍ بأبطحَ أضحى وَهْوَ مشمولُ
6- تنفي الرياحُ القَـذَى عنهُ وَأفرَطَهُ من صَوْبِ غاديـةٍ بِيضٌ يعاليـلُ
7- فيـا لهـا خُـلَّةٌ لو أنها صَدَقَتْ بِوَعْدِهـا أوْ لَوَ أنَّ النُّصحَ مقبولُ
8- لَكِنَّها خُـلَّةٌ قد سِـيطَ من دَمِها فَجْـعٌ وَوَلْـعٌ وإخلافٌ وتبديـلُ
9- فما تدومُ على حالٍ تكونُ بهـا كمـا تَلَوَّنُ في أثـوابِـها الغـولُ
10- وما تَمَسَّكُ بالعهدِ الذي زعَمَت إلا كما يُمْسِـكُ المـاءَ الغرابيـلُ
11- فلا يَغُرَّنَّكَ ما مَنَّت وما وعَدَتْ إنَّ الأمـانِيَّ والأحـلامَ تَضليـلُ
12- كانت مواعيدُ عُرقوبٍ لها مَثَلاً ومـا مواعيدُهـا إلا الأبــاطيلُ
13- أرجو وآمُلُ أن تدنو مَوَدَّتُهـا وما إخـالُ لَدَينـا منكِ تنويــلُ
14- أمسَتْ سُعادُ بِأرضٍ لا يُبَلِّغُهـا إلا العِتـاقُ النَّجيباتُ المراسـيلُ
15- ولن يُبَلِّغَهــا إلا عُذافــِرةٌ لها على الأيـنِ إرقـالٌ وَتَبغيـلُ
16- من كُلِّ نضَّاخةِ الذِّفْرى إذا عَرِقَتْ عُرْضَتُها طامِسُ الأعلامِ مجهولُ
17- ترمي الغُيُوبَ بِعَينَي مُفرَدٍ لَهَقٍ إذا تَوَقََّـدَتِ الحِزّانُ والمِيــلُ
18- ضَخْـمٌ مُقَلَّـدُها، فَعْمٌ مُقَيَّدُهـا في خَلٌقِها عن بناتِ الفَحلِ تفضيلُ
19- غلباءُ، وَجْناءُ، عُلكوم، مُذَكَّرةٌ في دَفِّهـا سَـعَةٌ قُـدَّامُها مِيـلُ
20- وَجِلْدُها من أطومٍ ما يؤيِّسُهُ طِلْـحٌ بِضاحِيَةِ المتْنَينِ مهزولُ
21- حَرْفٌ أخوها أبوها من مُهَجَّنَةٍ وَعَمُّهــا خالُـها قَوداءُ شِمليلُ
22- يمشي القُرادُ عليها ثُمَّ يُزْلِـقُهُ منها لَبـانٌ وأقـرابٌ زهـاليلُ
23- عَيرانةٌ قُذِفَتْ بالنَّحضِ عن عُرُضٍ مِرفَقُها عن بناتِ الزَّورِ مفتـولُ
24- كأنما فـاتَ عَيْنَيْهـا ومَذْبَحـها من خَطْمِها وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرٌطِيلُ
25- تُمِرُّ مثلَ عسيبِ النَّخلِ ذا خُصَلٍ في غارِزٍ لم تَخَوَّنْـهُ الأحاليـلُ
26- قَنواءُ في حُرَّتَيها للبصيرِ بهـا عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيـنِ تَسهيـلُ
27- تَخْدي على يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ ذوابلٍ مَسُّـهُنَّ الأرضَ تحليـلُ
28- سُمْرِ العُجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيَمًا لم يَقِهِـنَّ رُؤُوسُ الأُكْـمِ تَنْعيلُ
29- كأنَّ أوبَ ذِراعَيها وقد عَرِقَـتْ وقد تَلَفَّـعَ بالقُـوْرِ العساقيــلُ
30- يومًا يظلُّ بهِ الحِرباءُ مُصْطَخِدًا كأنَّ ضاحِيَـهُ بالشَّمسِ مَمْلـولُ
31- وقال للقوم ِحادِيهِمْ وقد جَفَـلَتْ وُرْقُ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصا قِيلوا
32- شَدَّ النهارِ ذراعًا عَيطلٍ نَصَفٍ قامـت فجاوَبَـها نُكْـدٌ مثاكيـلُ
33- نوَّاحةٌ رِخْوَةُ الضَّبْعَينِ ليسَ لها لَمَّـا نَعَى بِكْرَها الناعونَ معقولُ
34- تفري اللَّبانَ بِكَفَّيْها ، وَمِدْرَعُهـا مُشَقـَّقٌ عن تراقيـها رعابيـلُ
35- تسعى الغُواةُ جَنابَيها وقولَـهُمُ إنَّـكَ يا بـنَ أبي سُلمَى لَمَقتولُ
36- وقال كُلُّ صديقٍ كنتُ آمُلُـهُ لا أُلْهِيَنَّـكَ إني عنـكَ مشـغولُ
37- فقلتُ خَلُّوا سبيلي لا أبا لكُمُ فكُـلُّ ما قَـدَّرَ الرحمَنُ مفعـولُ
38- كلُّ ابنِ أنثى وإنْ طالت سلامَتُهُ يومـًا على آلـةٍ حَدْبـاءَ محمولُ
39- نُبِّئتُ أنَّ رسـولَ اللهِ أوعدَني والعفـوُ عندَ رسـولِ اللهِ مأمولُ
40- مهلاً هداكَ الذي أعطاكَ نافلةَ الـــــقرآنِ فيهـا مواعيـظٌ وتفصيـلُ
41- لا تَأخُذَنِّي بأقوالِ الوشاةِ ولم أُذنِبْ ولو كَثُـرَتْ فِيَّ الأقاويــلُ
42- لقد أقومُ مقامًا لو يقومُ بِـهِ أرى وأسمـعُ ما لو يسـمعُ الفيـلُ
43- لظلَّ يرعدُ إلا أن يكونَ لهُ منَ الرســولِ بإذنِ الله تنويــلُ
44- حتى وَضَعْتُ يميني ما أُنازِعُهُ في كفِّ ذي نَقَمـاتٍ قيلـُهُ القيـلُ
45- فَلَهْوَ أخْوَفُ عندي إذ أُكَلِّمُهُ وقيـلَ إنَّـكَ منسـوبٌ ومسؤولُ
46- من ضَيْغَمٍ بِضَرَّاءِ الأرضِ مُخْدَرَهُ في بطنِ عَثَّرَ غيـلٌ دونَـهُ غيلُ
47- يغدو فيُلحِمُ ضرغامَينِ عيشُهما لحـمٌ منَ الناسِ معفورٌ خراديـلُ
48- إذا يساوِرُ قِرْنًا ، لا يَحِلُّ لـهُ أن يتركَ القِـرْنَ إلا وهـو مفلولُ
49- منهُ تظلُّ سـِباعُ الجوِّ نافـرةً ولا تَمَشَّـى بِوادِيْــهِ الأراجـيلُ
50- ولا يزالُ بِواديهِ أخـو ثِقـةٍ مُضَرَّجُ البِـزِّ والدُّرسـانِ مأكولُ
51- إنَّ الرسولَ لَنورٌ يُستضاءُ بهِ مُهَنَّـدٌ من سُـيوفِ اللهِ مسـلولُ
52- في عُصبةٍ منْ قُرَيشٍ قالَ قائلُهم بِبَطنِ مكَّةَ لمَّـا أسـلَموا : زولوا
53- زالوا فما زالَ أنكاسٌ ولا كُشُفٌ عندَ اللقـاءِ ولا مِيـلٌ معازيـلُ
54- شُـمُّ العرانين أبطالٌ ، لُبوسُهُمُ منْ نَسجِ داوودَ في الهيجا سرابيلُ
55- بِيضٌ سوابغُ قد شُكَّت لها حَلَقٌ كأنهـا حَـلَقُ القَفعـاءِ مَجْدولُ
56- ليسوا مَفاريحَ إنْ نالت رِماحُهُمُ قومًا، وليسـوا مجازيعًا إذا نيلوا
57- يمشون مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّوْدُ التَّنابيـلُ
58- لا يقَعُ الطَّعْنُ إلا في نُحُـورِهِمُ وما لهُمْ عن حياضِ الموتِ تهليلُ